31.3.06

قلة تهذيب أم ... كثرة تعذيب؟!

"شرشحتوا البلد اكتر ما شرشحتوه": عبارة لم تمّحَ بعد من أذهان وآذان اللبنانيين، ولو عاد اللبناني بالذاكرة الى ما قبل عام لاستعاد الخيبات المتكررة والوعود الكاذبة التي عاشها مع هذا الطاقم السياسي المنحطّ بكل ما للانحطاط من أساليب ومعاني ومضامين!

إنه لمن الخزي و"الشرشحة" أن ينشر هؤلاء "غسيلهم" و"عروض" بعضهم البعض أمام المجتمع الدولي والعربي واللبناني بأقلّ من يومين، في حين إنهم أنفسهم منذ أقلّ من أسبوع كانوا يتغنون بايجابية الحوار القائم ونتائجه الجيدة التي -وبحسب أقوالهم- يعتمد شعاري "لبنان أولاً" و "صنع في لبنان" فاذاً لماذا السودان؟

انه لمن المقرف أن نرى ونسمع أرباب المشاكل يدعون للتهدئة والعمل من أجل مصالح الناس، وكأنّهم يعيدون التاريخ بصورة بيلاطس الذي غسل يديه قائلاً: أنا بريء من دم هذا الرجل" بعد ان تقمّصوا شخصية يوضاس بقبلات وزّعوها على الحلفاء في الماضي القريب، وها هم "اللا حلفاء بعد اليوم" يسألون بغضب وحيرة: "أبثلاثين من الفضة بعتني يا يهوذا؟!"

إن ما شهدناه في جلستي مجلس النواب و مجلس الوزراء يؤكد لنا أن لبنان انتقل نقلةً نوعيةً من "حروب الأديان" الى "حوار الطرشان"

إنه لمن المؤسف أن يكون هذا البرلمان يمثل أخلاق الشعب اللبناني، وهؤلاء الوزراء هم صورة دولة لبنان، إذ إنهم ينقلون أبشع تمثيل للداخل والخارج!
إن قلة تهذيبهم تكثر عذاباتنا، ورحيلهم يزيل كلّ الأشواك! لذا نأمل أن يدركوا يوماً أنهم، بما يحملون في نفوسهم من "رواسب وبقايا الاخلاق الماضية"، ينقلون الينا عبر النظر والسمع "فيروس الإشمئزاز" وهو فيروس يقتل ناقله ويزيد من مناعة المصاب به في مواجهة زمن "وصاية" السيادة والحرية والاستقلال!

رولا احوش

31.03.06

في جريدة السفير

ليست هناك تعليقات: