16.6.11

مخ السياسيين يختلف عن مخ البشر العاديين: اللوزة الدماغية مسؤولة عن مواقفهم

في بحث جديد أجراه العلماء في جامعة لندن على مخ الإنسان، استطاعوا التعرف إلى ميول الإنسان السياسية.. أي اذا ما كان يميل إلى اليمين او اليسار او محافظًا أو حتى ليس له انتماء سياسي، فالعلماء خاضوا تحديًا كبيرًا قبل التوصل الى نتائج شبه مؤكدة، يستطيعون فيها تفسير الحالة النفسية والعقلية والاتجاه السياسي للسياسيين، بعد فحص المخ بدقة بأجهزة الرنين المغناطيسي.

يُعرف البحث السياسيين المحافظين على أنهم أناس يتميزون بالخوف والحذر الشديد، غير أن لديهم شعورًا يدفعهم الى الإشمئزاز السريع من ردود بعض الأفراد على غير بقية السياسيين الذين ينتمون الى اتجاهات سياسية أخرى.

في حين تقول الدراسة إن اليساريين هم من الناس الذين لديهم كتلة رمادية أكبر في نطاق اللحاء الأمامي للدماغ.

ان نتائج البحث أدهشت الجميع، فقد أجريت على 120 شخصًا من مختلف الطوائف السياسية في البلاد، وبعد دراسة مواقفهم السياسية وفهمها، تم إخضاعهم إلى دراسة المخ، ومن ثم مطابقة ذلك بأفكارهم السياسية التي يلعب شكل المخ واللوزة الدماغية الدور الأكبر في تحديدها.

اللوزة الدماغية او "اميجدالا" هي المسؤولة عن الأحاسيس والعواطف عند البشر، وأي تشويه فيها او فقدها يؤدي الى فقدان الإحساس والعواطف، وبالتالي يتسبب ذلك بعزلة الإنسان.

منذ اكتشاف اللوزة الدماغية على يد العالم الاميركي جوزيف لي دوكي، وهي تعرف بأنها المسؤولة عن تنظيم العواطف والمشاعر. يفسر العلماء اهمية تلك الدراسة في كونها دراسة لفهم العواطف ومدى تأثيرها على السياسيين وعلى الحياة اليومية ووقوفها وراء لحظات فارقة على المرء فيها ان يتخذ قرارًا ربما يأسف عليه فيما بعد بسبب العاطفة.

ان نتائج الدراسة وفق العلماء ترى ان حجم اللوزة الدماغية هي اكبر عند السياسيين من غيرهم، فالعلماء يرون ان الناس الذين لديهم حجم مخ ثابت او ما يسمى التلفيف الدماغي الثابت يغلب عليهم عدم الأمان وتلاحقهم المشاكل ولا يحسنون اتخاذ القرار، أنهم تيقنوا من ان نسبة تقدر بـ 70% من اساس بنية الدماغ يتوقف عليها الاتجاه السياسي للفرد.

تؤكد كذلك الدراسة ان الليبراليين يولد لديهم نشاط أكبر في منطقة جبهة الدماغ عند التعامل مع المعلومات المتناقضة "وكان هذا هو أول دليل من العلوم العصبية على الاختلافات البيولوجية بين الليبراليين والمحافظين" حسبما أشارت الدراسة، كذلك فإن المحافظين أكثر حساسية تجاه التهديدات والمواقف غير الواضحة، في حين أن الليبراليين يعتبرون أكثر انفتاحًا على التجارب الجديدة. ورجح فريق الباحثين إمكانية ظهور هذه الخلافات في المخ لدى أصحاب المجموعتين، وهو ما دللت عليه الدراسة بالفعل.

ان شكل وحجم اللوزة الدماغية يلعب أيضًا دورًا مهمًا في التعامل مع المخاطر وفي تعاملات البشر مع بعضهم، فعلى سبيل المثال في مرض التوحد نجد ان اللوزة الدماغية متغيرة ومشوهة، وهذا هو السبب الذي يؤثر في علاقة أصحاب المرض في علاقتهم الإجتماعية بالآخرين.

عندما تكون اللوزة الدماغية نشطة، فإن شعورا بالخوف سوف يسري في كل أرجاء الجسم والشعور بالفزع والقلق. أما في حالات فقدان هذه اللوزة فإن الانسان سوف يعيش في خطر حقيقي لعدم شعوره بمعنى الخطر، لأنه ببساطة لا يستطيع الدماغ التعرف إلى معنى الخوف والخطر التلقائي الذي يصدر من الإنسان بشكل رد فعل تلقائي.

بعض الذين ينتقدون هذه الدراسة لديهم مبرر، لذلك فهم يرون انه ليس من المهم ولا من الضروري ان يكون حجم اللوزة الدماغية كبيرًا حتى تتولد المشاعر والعواطف، لكن المهم في الأمر هو ان يكون الإنسان أكثر حرصًا في العلاقات الإجتماعية، وان يحافظ عليها ويتمرس عليها أيضا.

ليست هناك تعليقات: