27.4.08

حالات .... حتماً!!!

منذ مدة ارتفع صوت صارخ في البرية مناشداً فيروز عدم عرض مسرحية "صح النوم" في سوريا، وكانت يومها الحجج كثيرة واهمها الدفاع عن الحرية والسيادة والاستقلال وحب الوطن والدفاع عن كرامته و الخ الخ الخ...

اما اجمل ما برز في تلك المناشدة كانت الشاعرية المستفيضة التي تظهر لفيروز حقيقة مسرحها بأنه سيكون في سوريا مبني على زنزانة احد المغكرين أو ربما سيطل ذاك المسرح على زنزانة مبدعين آخرين أو سيكون خلف مسرحها هناك زنزانات كثيرة لكل المثقفين الذين يعتقلهم نظام الأسدين...

هكذا ناشد اكرم شهيب يومها فيروز، وهكذا نسأله ان يناشد كل فنان لبناني بعدم الغناء او التمثيل او "التمسرح" ليس فقط في سوريا انما في لبنان ايضاً، لان مسارح سوريا قد تكون مبنية او مطلة على زنزانة أو زنزانات أما مسارحنا وبيوتنا ومقاهينا وطرقاتنا وجسورنا فكلها مبنية على المقابر الجماعية وبنعالنا كل يوم ندوس شهداءنا عن قصد او عن غير قصد، ولكن اقله حين نعلم اين طمر ابناؤنا فلننقلهم الى مثواهم الأخير بدموع تليق بالشهداء ومن ثم نعود لندوس ارضنا المقدسة التي تتشرب دماءهم.

كما النائب شهيب كذلك كثرالذين يرون القشة في عين غيرهم ولا يرون الخشبة في عيونهم. وكما وزارة الدفاع وبسوس وغيرها من المناطق التي قتل فيها ابناء لبنان وطمروا جماعياً على يد النظام السوري، كذلك كثيرة هي المناطق التي طمر فيها ابناء لبنان أحياء واموات وطمرت معهم حقائق كثيرة ونبش المقابر بالنسبة لذاك النظام اللبناني الميليشياوي هو بمثابة نبش لحقيقة ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم.

ان دماء الأبطال في تراب لبنان لن يجف ودموع أمهاتهم وزوجاتهم ابنائهم، الا وان تستريح ارواحهم في مثواها الأخير الذي لن يكون حتماً قعر اوتوستراد حالات!!!


رولا أحوش

21.04.08

ليست هناك تعليقات: