8.2.08

الشهيد الحقيقي!!!

كان والدي رجلاً عسكرياً، انتمى لهذه المؤسسة الشريفة مدة 32 عاماً، حاملاً دمه الأحمر على كفه الأسمر كل تلك السنوات، مرافقاً مراحل الحرب بأكملها دون خوف من الموت ولا تردد، بقي مرتبطاً بتلك البذة بالرغم من اصابته عدة مرات برصاص الحرب او رصاص غيرها. أحبّ والدي لبنان منذ ولادته اذ تعمد بمياه هذه الأرض المقدسة، ولبس بذة التراب المرقط ووهبها أجمل مراحل سنينه الى ان توفي في 14 أيلول 2001 وهو مؤمن كل الايمان ان هذه البذة وحدها تستحق التضحية من اجل الحفاظ على علم بلاده وذوداً عن وطنه لبنان!

الله والوطن والعائلة، شعار يردده الكثيرون اما والدي طبّقه بالشكل والمضمون. لقد كان رجلاً مؤمناً حاول جاهداً ممارسة وصايا الله العشر في حياته وعبر تربيته لأولاده دون أن يكون رجل دين أو مسيحاً دجالاً مدّع، وهو لم يكن يوماً زعيماً يسكر على دماء الآخرين كالشيطان الماكر ولا حاكماً لصاً يبني أمجاده الباطلة على حساب لقمة عيش أبناء هذا الوطن متناسياً انه من التراب والى التراب يعود، لا بل كان والدي يحمل شعار الشرف والتضحية والوفاء على جبهته السمراء قبل زنده المفتول. وللحق كلمة تقال، كان والدي الرأس المرفوع لكنيسته الصغيرة فأرادها صلبة مبنية على الصخر، كما المسيح رأس الكنيسة الكبرى المبنية على صخرة الايمان قولاً وفعلاً...

ألاحظ ان بعض الزعماء في بلادي نسوا أبناءهم وآباءهم واخوتهم الشهداء، واختاروا احياء ذكرى شهداء غيرهم، فهم أحرار ان يتركوا الموتى يدفنون موتاهم وان يتبعوا زعيم مصدر رزقهم المادي والسياسي؛ أما انا، فمن يستحق حبي وتقديري واحترامي أكثر من والدي رحمه الله، لذا ألا يجب ان أصنع من والدي بطلاً بامتياز وان أطالب له بيوم عطلة لاحياء ذكرى الشهيد البطل؟...

وللتذكير فقط :
14 شباط هو عيد مار مارون وفقاً للطقس البيزنطيّ ولا عطلة للذكرى لأن القديسين لا يطمعون بممالك وأمجاد هذا العالم !!!
كما أن 14 أيلول هو عيد رفع الصليب المقدس الذي رُفع عليه حمل الله رافعاً معه خطايا هذا العالم، مترفعاً عن شهوات الأرض كلها، وهو أيضاً لا يطمع بأي عطلة أو ذكرى لأنه مدرك تماماً أن من ولد في مغارة لا يستحق التصفيق في بلادي!!!!


رولا أحوش

08.02.08
Addiyar 20.02.08 no. 6887

ليست هناك تعليقات: