12.6.07

"لا خلقة ولا اخلاق"

موال ليس بجديد وهو "حشر" بكركي بكل ما يناسب البعض من أمور، و"دير الدينة الطرشا" على ما لا يناسب هذا البعض وتحريف بعض الأمور بما يتناسب ومصالحهم...

منذ اكثر من شهر، دعا المطارنة الموارنة الى تشكيل حكومة وحدة وطنية تقر المحكمة ذات الطابع الدولي وتصدر قانون انتخابي عصري على اساس القضاء او الدائرة الصغرى وتنتخب رئيساً جديداً للجمهورية في الموعد المحدد وذلك لتصحيح الخلل القائم والخروج من المأزق. يومها وافقت المعارضة دون نقاش ولكن الاعتراض أتى من الفريق الحاكم عامة والتحريف التسلسلي المطالب تم عبر الفريق المسيحي الحاكم خاصة كي لا يكون الاعتراض بالمطلق فيحسب على هذا الأخير الخروج عن طوع الصرح وصاحب الصرح...
ومنذ اسبوعين تقريباً اتت زيارة الرئيس لحود لبكركي لتبلور هذه الدعوة وتؤكد عليها من قبل الطرفين فعادت طبول السلطة تقرع وابواقها "تقرقع" معتبرة انها مبادرة لاستعادة هيبة النظام السوري حسب الوزير حمادة وباعتراضات بدأت تتناثر من هنا وهناك لغسل دماغ اللبنانيين واقناعهم بما لا يمكن تصديقه على الاطلاق مثل محاولة الصاق ما يحصل في الشمال بالرئيس لحود وذلك لتعطيل المحكمة الدولية حسب النظرية التي "طرقها" الدكتور والبيك والشيخ ولكن كيف تم ربط الزيارة بالاستنتاجات "ربك عليم"...وحينها كان للبطريرك ردّ على انفعالات البعض تجاه الزيارة يقتضي بأن من لديه طرح أفضل فليتقدّم به وكأنه يحاول لفت نظرهم بأن الطرح السياسي يجب ان يقابله طرح سياسي آخر وليس طرق نظريات ....

وها نحن اليوم، وبعد اقرار المحكمة الدولية، تعيد بكركي طرحها لتؤكد على ثوابتها للذين يدّعون الجلوس تحت سقفها منذ الأزل والى الأبد ولكن "لا سقف لمن تنادي" بالوقاحة والتدجيل والاستغلال... ان الابتزاز لمستمر من ذاك الفريق الحاكم اذ ان في الأمس كانت الحكومة مقابل المحكمة واليوم يبدو ان أكثر من تلطّى بعباءة بكركي نراه يعترض على طروحاتها معتبراً ان مقابل الحكومة هناك رئاسة الجمهورية... وماذا بعد؟؟؟

على عينك يا تاجر يعارضون مطالب بكركي ومن على صرحها يلقون وقاحة تصاريحهم متناسين ان لبكركي آذان تسمع وكيلٌ قد يطفح! كما عارض الدكتور جعجع سابقاً من على منبر الصرح البطريركي قانون القضاء الانتخابي الذي عادت واكدت عليه باصرار النائب نايلة معوض من على نفس المنبر بعد 24 ساعة فقط باسم كل قوى 14 آذار داعمة ثوابت بكركي باسم الأكثرية... كذلك عارض النائب جورج عدوان من على المنبر نفسه اللقاء الذي دعت اليه فرنسا معتبراً انه يجب ان يتم على طاولة بكركي محاولاً استغلال واستعمال الصرح البطريركي "بضربة على الحافر وضربة عالمسمار" ... فحذار ايها الشيطان اذا ما جربت بيت الربّ وساكنيه!!!

وبالرغم من ترحيب أغلب القيادات اللبنانية بهذا اللقاء الباريسيّ، يحاول البعض اللعب على الأوتار الطائفية لدى المسيحيين لاعطائهم صورة مغالطة لأبعاد هذه الدعوة وابعادهم عن الواقع الحقيقي للأمور، فقد يخشى هؤلاء عدم دعوتهم للمشاركة كونهم لا يمثلون تكتلاً نيابياً بل يتمثلون في تكتلات حلفاءهم وقد يمثلهم هؤلاء باستبعادهم من المشاركة. وبناء على كل تلك التناقضات بين اركان التحالف الواحد ، لا بد من استنتاج ما يلي:
اما ان كتلة القوات اللبنانية تحاول اثبات عدم انصياعها الى قرارات حلفائها والتأكيد على ان قراراتها هي وليدة قناعاتها الذاتية، أو ان حلفاءها يحاولون "دفشها" كونها كتلتهم المسيحية الوحيدة ووضعها في "بوز المدفع" فيلعبون من خلالها دور الموافق على القرارات والمتفرج على الخلافات غاسلين ايديهم مما قد يحصل لاحقاً فيصبحون المستفيدون الوحيدون في آخر المطاف...
في كلتا الحالتين، الأمر خطير جداً والمأزق الذي يوقعون فيه لبنان أخطر بدءً من عدوان تموز 2006 وصولاً الى تصريح عدوان الأخير من بكركي مروراً بكل ما يمرّ به الجيش اللبناني في شمال لبنان بسبب المواجهة التي وضعوه فيها مع مجموعات ارهابية كفتح الاسلام وتنظيم القاعدة و"الله يستر" مما قد "ينبّز" لاحقاً وكل ذلك بسبب غض النظر وعين "حب السلطة" العمياء... ان كلّ هؤلاء الذين يختبؤون اليوم "بخيال اصبعهم"، محاولين القضاء على الشهود لاخفاء معالم الجريمة التي ارتكبوها مستعملين الجيش رمز "الشرف والتضحية والوفاء" ليطمروا الرحم الذي ولدوا منه والمتمثل بالمثل القائل: "حاميها حراميها".... و"فهمكن كفاية"!

ان السلطة التي رضعت حتى الثمالة من النظام المخابراتي في السابق وتكبراليوم أيضاً بكالسيوم الدعم الدولي ولو على حساب دماء شعبها ودموعه لا تستحق سوى صرخة مدوية من قلوب الامهات الثكالى والأطفال اليتامى:
حكومة "ابا باسل" ارحلي و"جيشنا الباسل" ارحمي ...
رولا أحوش
11.06.2007

ليست هناك تعليقات: