28.9.06

العقل زينة

الثامن من آذار في قاموس لبنان: "شكراً سوريا أوفياء لك للعضم" و "الموت لأمريكا والموت لاسرائيل"...
الرابع عشر من آذار في قاموس لبنان أيضاً: "هاي يللا سوريا اطلعي برا" و "ليسقط لحود رأس الأجهزة الأمنية".... ولكن صوت واحد ينادي بالقليل من الوفاء للجيرة: "لن نقول وداعاً بل الى اللقاء" (وكانت شهادة شاهد من أخت ... بيته).

حزيران 2005 (عفا الله عما مضى) تحالف 8 و 14 آذار، تحالف رباعي همّه الأول والأخير التصدي لتسونامي (خيّر) دام 15 عاماً وما زال، تحالف أدّى الى ولادة انتخابات مصلحة مشتركة وتأليف أكثرية مبنية على الخداع والنفاق (واللي ما اشترى يتفرج) والاستاذ رئيساً للمجلس مقابل العائلة المالكة الحريرية في رئاسة الحكومة... حلو الرواق والله يديم المحبة!!!

تموز وآب 2005 تأليف حكومة متجانسة 100% (الشخص المناسب في المكان المناسب: حزب الله + أمل: السوريون الأصليون واحذروا التقليد... المستقبل+الاشتراكي: السياديون الاستقلاليون الوحيدون في زمن قلّ فيه الرجال الحقيقيون) ولكن هذا الحلف "الغريب العجيب" ذهب هذه المرة الى أكثر من بعيد فأصبح رباعياً + واحد: الرئيس لحود، فاكتملت الجوقة (يا خبر بفلوس بكرا يبقى ببلاش). وهذا الخماسي المرح ما زال شغله الشاغل التصدي لهذا التيار الجارف واقصائه من معادلة 8 و 14 (لا دي ولا ده)

ومرت الأيام... ومرمرتني لا بدّ ما تتمرمر... ويا شماتة العزال!!!
وكان كانون الأول 2005 الشهر الأبرز، يعتكف وزراء حزب الله وحركة أمل فتتعطل الحكومة ويتعطل معها عقلنا وتبدأ عندها جوقة "اللعب على الحبلين" باستمالة الوزراء من جديد لاعادتهم الى مطبخها السياسي وحكومتها السنيورية معتقدة ان كما "كل مرة رح تسلم الجرة" وستنضج الطبخة ويرغم المعارض الأبرز وتياره على ابتلاعها ولكن "كترت الطباخين شوشطت الطبخة" وبدأ كل فريق يلقي الاتهام على الفريق الآخر، وبليلة ما فيها ضو قمر...تفرقوا العشاق...

وأتى شباط 2006 وكان تفاهم بين عماد وسيّد، فصحا ضميرجوقة ال14 بعد ان نام في عنجر وصحا في المونتيفردي آلاف المرات ولسنوات عديدة، وحينها فقط تذكر هذا الضمير "المتعوب عليه" ان السيّد حليف سوريا وبدأت الأبواق تطن والأصناج ترن: "العماد انتقل من 14 الى 8 "... معقول يا جماعة؟؟؟ العماد ما كان ولن يكون يوماً جوكر أذهانكم ولا حجر "داما" ميولاتكم؟؟؟

وهنا بدأ مخاض اهواء جماعة السيادة والاستقلال الجديد قبل مخاض شرق أوسط غونداليزا رايس بكثير، وولد لهم من مخيلتهم الخصبة مخلص جديد لفشلهم أطلقوا عليه اسم "محور سوري-ايراني" ابوه السيد وامه الاستاذ ومولود في مستشفى الجنرال (حاجي تحلل وحياتك... تسلملي تحليلاتك) متناسين كل ما كان عام 2005 ضاربين كل القيم عرض الحائط مرددين مداورة الموال نفسه: محور سوري ايراني... "حتى انبرى الكاسيت وصار يمغّط"...

وها نحن اليوم في أيلول 2006 وما زالت الحكومة نفسها بكل تناقضاتها بالرغم من المحاور البعيدة المدى لكل من الطرفين حسب مفهوم فرقة اغتصاب 14 آذار... والأعجب من العجب والأغرب من الغرب بامتياز هو هذا الأيلولوما نتج عنه من مواقف "بلا حسب ولا نسب" و "لا أصل ولا فصل":
في 24 منه يقول أحدهم وبصوت قوي وعالٍ بعد صمت طويل (مستعملاً أسلوب المسيح في: قيل لكم أما أنا الحق الحق أقول لكم "ايه والله السلام عاسمو"): "يقولون نريد حكومة وحدة وطنية ... ونحنا بنقول هيدي الحكومة بتتميز بسيادتها واستقلالها!!!"
وفي نفس اليوم صوت آخر يعلو من الجبل بهدوءٍ معتاد وهزة غير اعتيادية: "لن يكون هناك صلح يا سيد ان لم تنفصل عن سوريا!!!"

هل يعقل ان أنا وأمثالي أغبياء بلا حدود أم ان استغباء فريق "الدق على الوتر الحساس" لنا لا يعرف التزام الحدود؟؟؟

كيف تكون حكومة سيادية استقلالية وهي تتألف من فريق المحور وفريق المجرم بنظر جوقة "الشيء ونقيضه" فيكونون شاتمويها وداعميها في آن.
لم التمسك بهذه الحكومة يا ترى؟ الحجة الظاهرية هي ان الفريق الأكثري لا يريد الغاء أحد أما الباطنية فهي "كرسي ولو طارت..."

وفي 26 أيلول يؤكد صوت من لا صوت لهم (والله يا طير وبقالك ريش): "لا يجب التهجم على الأشقاء والأصدقاء العرب الذين دعموا لبنان (شي متل الكذب) وان حكومة السنيورة وطنية بامتياز..." (والشاطر يفهم!!!)

يبدو ان الطبّال ما زال نفسه والمطرب عينه، والراقصة لا تكلّ ولا تملّ بين شرقي وفالس ودبكة وتانغو، وما دامت الموسيقى تعزف يبقى الرقص مستمراً "صوب الغرب صوب الشرق يمكن ما في فرق، مش مهم الخصر يلوح، المهم تبقى الكرسي، ولو بدو لبنان يروح.." (ويا روح ما بعدك روح)!!!
في صفحة التيار
رولا أحوش
27.09.2006

ليست هناك تعليقات: