2.1.06

إعلام أم أزلام؟

انه لمن المؤسف حقاً ان يصبح الاعلام موجهاً على هذا النحو ولمن الظلم بحق لبنان واللبنانيين ان يسيّروا باتجاهات لا يريدونها وكأن الخيارات قد نفدت

قد يجد البعض غريباً ان أتوجه بهذه الرسالة الى الاعلام والاعلاميين ولكن لي الحق في ذلك ما دمت مواطنة لبنانية أتمنى سماع الحقيقة المخيّرة وليس المسيّرة عبر شاشات التلفزة التي تتخذ سياستها سقفاً وليس الواقع اللبناني والحقيقة والكلمة الحرة

ان رسالتي اليوم اتوجه بها الى كل اعلامي يحاول عبر شاشته الصغيرة ابراز رأيه ورأي محطته واعلان هذا الرأي الخاص الى الرأي العام وكأنه صورة لبنان وصوت اللبنانيين ولكنها بالطبع صورة مزيفة وأصوات انتفائية لأنها تنطلق من مصالح لا صلة لها بالحقيقة لا من قريب ولا من بعيد

لقد دهشت وخذلت في آنٍ لتصرف احدى المحطات اللبنانية منذ حوالي اسبوعين وكان ذلك عبر برنامج أنتظره اسبوعياً لأنني أعتبره المنبر الحر للكلمة الحرة، فتم خلاله طرح سؤال على المشاهدين وكأنه استفتاء لبقاء الحكومة أو تغييرها وكنت انا من المتصلين بالمحطة التي كنت اؤمن انها دائماً نادت بالحرية والحقيقة
عندما تمكنت من الاتصال اجابني احدهم وطبعاً قبل اعطائي الهواء للكلام، اراد ان يعرف جوابي على السؤال المطروح قلت له وبكل صراحة: "أنا مع تغيير الحكومة وأنا مع تجديد كل الأنظمة في لبنان لأن لبنان اليوم يعاني من وجود دولة لا تستطيع تحمل مسؤولياتها وخاصة بعد كل تلك الانفجارات فلنبحث عن اشخاص أكثر كفءً ومسؤولية، فعندما تظاهرنا لاسقاط حكومة الرئيس كرامه كانت الاسباب ذاتها وهي عدم تحمل الحكومة مسؤولياتها وخاصة وزير الداخلية آنذاك فلمَ اليوم بعد كل تلك الشهور من تشكيل هذه الحكومة لا يجب ان نأخذ الموقف نفسه من الرئيس السنيورة ووزير الداخلية أيضاً أم ان "ناس بسمنة وناس بزيت"؟
فأجابني الشاب بلطف: "أعطني رقم هاتفك ونحن سنعاود الاتصال بك"، وأنا ككثير من اللبنانيين الذين يؤمنون بصدقية هذه المحطة وصدقية هذا البرنامج ومقدمه بالذات شاهدت الحلقة كاملة بانتظار أن يرن هاتفي و.... "لا تندهي ما في حدا"

واذ بي فوجئت ان كل المتصلين لا يؤيدون تغيير الحكومة لا بل يدعمون الرئيس السنيورة مبخرين ومتبجحين بأنه رمز من رموز لبنان والوحيد المؤتمن على دم الشهداء و....و... و...،
ولكل هذا الزّيف والتزلّف أقول ان من منعني واقفل عني باب الحرية كما قد يكون فعل مع كثيرين اود اخباره ان منابر الحرية كثيرة في لبنان وان كان منع الصوت عن التعبير فلن يمنع القلم وها انا اشكره لأنه جعلني "أصيب عصفورين بحجر واحد"

أود ان اطرح سؤالاً واحداً يجول في خاطري بعد مشاهدة تلك الحلقة:
هل الرئيس السنيورة بحاجة لتلك الأبواق ليبقى في سدة رئاسة الحكومة أم ان لهذه المحطة مصلحة في ذلك وهدف أرادت تحقيقه على حساب تلك الأبواق؟
أهذه هي الحرية والديمقراطية؟ أهذا ما يدرسه الاعلاميون في الجامعات؟ أهذا هو مجتمع الحرية والحقيقة الذي ينادي به الاعلام؟

ان الأمر الأكثر حزناً ومهزلة هو أن يهنئ مقدّم الحلقة في الختام الرئيس السنيورة وبكثير من الفرح والخبث بتأييد الشعب اللبناني له قائلاً: "بنحب نطمنك انو كل الشعب اللبناني داعمك ان كان عبر الاتصالات اللي تلقيناها او عبر الرسائل الالكترونية (التي لم يشاهدها أحد الا معدي البرنامج)"

أستحلفك بضميرك أهذا هو "كلام الناس" يا سيد .... مارسيل غانم؟

Annahar 16.01.2006

ليست هناك تعليقات: