8.11.05

حزبيون... ولكن!

اسمحوا لي أيها الرفاق أن اكتب ولأول مرة عن الوطن والوطنية ومن على صفحات الإنترنت، لكن الوضع الحالي وما نشهده من آراء وتصرفات حالياً يفجر فينا طاقات الغضب والاشمئزاز فتنفلت الكلمات وحدها من الأفواه والأقلام فتجف معها دموع العيون والمحابر.
أنا انتمي إلى لبنان، من قضاء مشوّق يدعى المتن دون انتماء إلى أي حزب ولا أية جهة سياسية .... أنا فقط لبنانية ابنة خلود الأرز ودم الشهداء.........

يعتقد البعض ويؤمن بفعالية الأحزاب وخاصة المعارضة منها، ولكن للأسف هذا ما لا نشهده حتى الآن فكل يغنّي على ليلاه، كل يسعى إلى البقاء منفرداً ومتفرداً ...... أين التضامن اللبناني المسيحي خاصة...؟؟؟؟
يتكلمون عن المبادئ وهم يرشفون كؤوس الأنانية والتعصب.... كل يسعى إلى مآربه الشخصية مستغلاً شبابنا......
سمعنا البعض يتكلم عن الصف المسيحي المعتدل وبأنه ملك المتن وكأن لبنان حكم ملكي فيصفقون له بالمفرقعات متناسين ما فعله بأخيه وباخوتنا و العائلات التي تشردت يوم إيقافها عن العمل –أهذا ما علمتك إياه المسيحية يا محترم؟- كيف تقبل الأحزاب أن يتكلم الطغاة باسم المسيحيين ويقفون صامتين كالأصنام بينما الشهداء يصرخون والأموات يتكلمون عند سماع هذا التجديف......
نسمع آخرون يتكلون باسم بيروت وكأن بيروت ملكاً لهم، زفتوا طرقاتها، بنوا فيها الجسور والفنادق فأصبحت حقاً حصرياً لهم فقط..... ونحن نعرف حق المعرفة أن كل هذا الترميم والتزيين هو لاستقطاب جيوب السواح وليس لنا.... فلينتخبهم السواح اذاً –أنت أيضاً يا محترم يمكنك وضع مكتب للتجنيس والتدنيس في المطار ورفع الشعار "كل زيارة بجنسية" ..... ولتحيا الانتخابات....!!!!!

هل لبنان في حرب مع لبنان ..... أهذه هي الوطنية أم هي قمة التعصب والجهل .... أي تعصب أعمى يجرنا إليه هؤلاء كلهم.......كلهم دون أي استثناء.......
أحزاب يتكلمون، يملأون أدمغة شبابنا بما يناسب ومصالحهم وعندما يكسبون –إذا كسبوا- ينسون لا بل يتناسون من كان "بوز المدفع" فيجعلون منه "كبش محرقة" فيجلسون بكبرياء وتعالٍ مؤكدين أنهم وصلوا بجهودهم الشخصية داعسين على من استشهد من أجل القضية.....

أيها المتعصب الجاهل دع شبابنا وشأنهم، دعنا نتعلم وتكون ثقافتنا هي سلاحنا الوحيد، فنستعملها في وجه الزعامات، فلا تلهينا المظاهرات ولا الشعارات ..... لا تستغبي المثقفين ولا تحاول تثقيف الأغبياء......
أيها المتعصب الجاهل أهذه هي مدرسة الجيش اللبناني والقائد العماد عون والرئيس بشير الجميل وآل شمعون وغيرهم.... أكانت حقاً شعاراتهم الطائفية والتعصب و"يموتوا الكل بس ابقى أنا"..... لا يا أصدقاء! إن لبنان لكل أبنائه، والجيش هو وحده العين الساهرة وبالرغم من أنهم يحاولون وللأسف تسييسه وتطييفه وجعله كالأحزاب والميليشيات ولكن كل الأقنعة ستسقط في النهاية ولبنان وحده الذي سيبقى.....

نحن نريد أحزاباً تبني الأوطان تساعد الجيش على الصمود وتساند الشعب من أجل البقاء..... أتعتقدون إن التكتل الحزبي المسيحي من جهة والإسلامي من جهة أخرى مبنيّ على أهداف سامية؟ أهذا هو الاتحاد الذي سيعطي القوة؟ أحزابنا تتوحد الآن ظاهرياً حتى تصل إلى ما تصبو إليه، ولكن ما إن تصل سيظهر المضمون وهناك المعارك على السلطة فكل يريد أن يصبح السيد .... والآتي قريب...... (ما زالت زعامات الماضي هي نفسها فما الذي سيتغير الآن ما دامت "الأسامي هيّ هيّ")

عفواً أيتها الأحزاب المسيحية إن انتقدتك ولكنك اليوم الجرح الأعمق ومخيبة الآمال الأولى .... والعتب على قد المحبة..... أما الباقون فالكلام عنهم فارغ، دون قيمة ومضيعة للوقت.....

يا شعب لبناني، كن عظيماً ليهابك مدّعي العظمة
يا شباب لبناني، توحد باسم لبنان وليس السياسة والطائفية
لبنان هو الحقيقة وأنت وحدك رسول الحقيقة

أحزابنا وبأساليبها هذه وادعاءاتها ليست سوى ورق يتناثر في الهواء وبعد هدوء العاصفة سيعود متشرذماً على الأرض فتدوسه الأرجل
لبناننا يحتاجنا كلنا، جبلاً وساحلاً، بقاعاً ً شمالاً وجنوباً .... الوحدة تصنع المعجزات والتحدي يكسر العواقب والشوائب......

الانصياع يؤدي إلى الهلاك وحده الانفتاح يصنع النفوس الكبيرة......

تحية وطنية صادقة من لبنانية مسيحية متنية بامتياز....
( كتبت فترة انتخابات البلدية 2004)

ليست هناك تعليقات: