15.9.05

لبنان .... ان بكى

إنه لمن العار ما نرى ونسمع كلّ يوم عبر الصحف وشاشات التلفزة! انه لمن المخجل ما يحصل في لجنة التحقيق الدولية! ومن يصدق ذلك؟
أهو استغباء أجنبي للبنانيين بعد كل ما حيكَ لهم من استغباء واستغلال مباشر وغير مباشر من أفراد أهل البيت؟

ان اسلوب الاستغباء هذا وباء متفشٍ في زوايا الأرض الأربع فأين العلاج؟
أيها السادة الاطباء، اليكم هذا "الفيروس"! مشروع دراسة مستقبلي يحتاج الى علاج سريع قبل ان يُهلك حوالي أربعة ملايين شخص لبناني بعد ان أودى بملايين اخر من جنسيات متعددة -عراقية، أفغانية وغيرها.....-

عندما علمنا ان الصحافي شارل أيوب هو من المشتبه بهم وهذا ما نفهمه من خلال طلب السيد ميليس لرفع السرية المصرفية عنه وكذلك الحال عند وزير الدفاع الياس المر، اعتارنا ذهول مريب ودارت علامات الاستفام:
هل هو تحقيق، تغريق، تحريف أم ماذا؟

أيها السيد ميليس لا تثبت جدارتك بهذه الطريقة، لا تحاول إلباس التهمة لأي كان وتسميتها "حقيقة قاطعة" فيقبل بها الآخرون ويصفقون لنجاح التحقيق بينما "الحقيقة الحقيقية" مطمورة في مكان ما ولكنك لن تجرؤ على اعلان فشل كشفها، نحن نريد كشف الجناة الحقيقيين وليس ما يتناسب واهواء البعض السياسية من الداخل كانوا او من الخارج

نسمع البعض يهول من مخبئه عن سقوط رؤوس كبيرة في لبنان، ولكننا نريد سقوط رأس الحية وليس رؤوس حربة تستعملهم الدول الكبرى لتظهر للامم استطاعتها كشف الامور وتعلن بطولة وهمية للوصول الى مآربها الطاغية الطامعة

نحن لا ندافع ولا نتهم ولكن الا يحق لنا الاستغراب؟ نحن أيضاً ولدنا ككل هؤلاء القضاة والسياسيين وغيرهم بعقل يعمل ويفكر وتثقفنا لننمي هذا العقل والتفكير.... ان تحليل تسلسل الأحداث يجعلنا ننقلب على انفسنا ونترحم اجهزة ماضية "رزق الله" لأننا نرانا اليوم امام جهاز يحيك السيناريوهات ويرسم الاخراجات وطبعاً "ولا مرة بيموت البطل" والكل يعلم من هو البطل في هذه التركيبة

بربك يا سيد ميليس!
قبل ان تأتي لبنان وتحاكم كان حري بك الاطلاع على تاريخ شعبه وعائلاته وجذورها واصولها وان تستكشف جغرافية هذا البلد الصغير. بالرغم من احتلال سوريا للبنان 30 سنة هذا لا يلغي العلاقات التاريخية والروابط العائلية بين البلدين، لذا لا يمكن ان يشتبه بكل مواطن لبناني لم يشتم سوريا عند رحيلها ويسلم ويستثنى من براثن اشتباهاتك كل من سلمنا لسوريا مدة 30 عاماً مرتشياً بثلاثينات الثلاثين من الفضة.
اسمح لنا يا سيد ميليس بهذا التمني، ان سياسة من اين لك هذا "علواه" لو تطبق على كل النظام الحاكم منذ 30 عاماً في لبنان حتى الأمس القريب دون استثناء ولكن النظام يتمثل بحكامه في السلطات الثلاث ولا علاقة للسلطة الرابعة بذلك

أيها اللبنانيون الأوفياء ، والصحفيون الشرفاء،
ان لبنان يأخذ منحىً لا نتمناه ولا نريده، والحقيقة هي حقيقة مسيّسة بامتياز
فلعنة وألف لعنة على سياسة تخلع عنها ثوب الحق والحقيقة
وحقيقة لا ترتدي الا ثوباً واحداً ثوب السياسة والتدجيل!

رولا أحوش
15.09.05
(annahar 19.09.05)

ليست هناك تعليقات: