27.5.05

على ما يبدو

منذ فترة ليست بطويلة، يتردد على ألسنة بعض الذين يدّعون الوطنية والحفاظ على كرامات الانسان انّ العماد عون سوف يتحالف مع رموز السلطة السورية في لبنان. وأكثر من ردّد هذا الكلام هو تلفزيون المستقبل في نشرة أخبار يوم الثلاثاء 24 أيار 2005 وكان في المقدمة ما يلي:
"على ما يبدو ان الجنرال عون سوف يتحالف مع رموز السلطة السورية في لبنان.... على ما يبدو انه أراد اقفال كل الأبواب مع قوى المعارضة.... على ما يبدو ان ....."

استفزني الكلام كثيراً مما دفعني للاتصال بقسم الأخبار في تلفزيون المستقبل لطرح سؤال واحد: "شو يعني على ما يبدو؟..."

هل الكل أصبح منجماً وعالماً في الما ورائيات؟
هل الجميع أصبحوا يتنبأون للمستقبل ويعملون على صدقية تنبؤاتهم؟
لماذا كل هذه التحليلات والتكهنات في نشرات الأخبار، هل نحن أمام نشرة أخبار أو نشر أفكار "على الطالع والنازل"؟
ان نشرات الأخبار يا سادة، ليست برامج سياسية تحليلية انما هي لنقل الخبر كما هو دون زيادة أو نقصان.....

منذ فترة ليست بقصيرة، شنّ الكثيرون هجوماً على ال LBC واعتبروا ان إبرازها مفاعيل قانون ال2000 على بعض المناطق اللبنانية هو حملة طائفية أدّت الى الشرخ بين قوى المعارضة ولا بل أكثر فقد حاولوا تمرير فكرة الرشوة التي تحصل عليها المحطة المذكورة للمساهمة في تفريق المعارضة، وعلى ما يبدو ان كلمة من مذيعة أو مقدم برامج سياسية في أيامنا هذه ونحن شعب مثقف وعاقل تستطيع أن تؤدي الى تسيير القوى وتغيير مسارها... هل يعقل؟
على ما يبدو كل شيء معقول عند أصحاب الخيال الواسع والأفكار الغريبة!
على ما يبدو ان نقل الحقيقة كما هي وايصال صرخة المواطنين عن حقوقهم المهدورة، وصدفت انهم من طائفة معينة، يكون طائفياً ولكن على ما يبدو ان من حاك قانوناً على قياسه ليرتدي ثوباً على حساب أهل طائفته لا يكون طائفياً...

نحن لسنا ضد أحد ولكن الاسلوب المتبع يثير غضبنا لأن لا أحد يرضى بالاتهامات وكأنها أدلة موجهة ضده للحكم عليه مسبقاً دون أدلة أو محاكمة وهذا هو حقاً ما يجري.....

ماذا يعني ان الجنرال عون سيضع يده في يد رموز السلطة السورية في لبنان؟
هل لنا أن نستوضحكم من هم رموز السلطة السورية في لبنان منذ العام 1990 حتى الآن وربما ما زالوا....؟

على ما يبدو انكم نسيتم ان البعض لا يمكنه ان يتخلى عن أفرقاء الماضي الذين رافقوه في مسيرته على درب واحدة... هل كانت درب الشام ام درب عنجر؟

على ما يبدو ان السيد وليد جنبلاط أصبح الآن رمزٌ للمواقف الوطنية ولبناني بامتياز، وكونه تحالف مع نبيه بري الذي على ما يبدو هو أيضاً أصبح صاحب شعار وطني دون منازع، كل هذا لا يجعل من وليد بك متحالف مع رموز السلطة لا بل مع المعارضة الحقيقية... هذا هو المضحك المبكي.....
على ما يبدو انه لو تحالف الجنرال عون مع السيد وليد جنبلاط في الجبل كان سيكسب أجراً في الجنة ولكن على ما يبدو ان تحالفه مع آخرين سيرسل به الى النار... "ليش شو فضل ستّي على سيدي؟"...

ان المصيبة جمعتهم، وعلى ما يبدو صحّ المثل القائل "مصائب قوم عند قوم فوائد" لذا نحن نقول اليوم لكم أيها القوم:
إرحموا البشر يا سادة
إرحموهم من افتراءاتكم وتكهناتكم
إرحموهم من التضليل والتنكيل
كفى رياء وتمثيلاً، اذا أردتم ان تكونوا حقيقيين عليكم نزع أقنعة الاستغلال والتوقف عن الاستفادة من مصائب الآخرين لكسب عواطف الناس.

ان اللبناني مشهور بشهامته ووفائه وعواطفه المتأججة دائماً والمندفعة نحو كل ما هو انساني وأخلاقي ولكن على ما يبدو "منكم نستفيد" لأنه بعد الآن سيكون اندفاعنا بوجودنا الفكري والثقافي أكثر منه بالعاطفة ولن نرضى بأن نكون "مكسر عصا" أو "كبش محرقة"

على ما يبدو انكم نسيتم أننا لبنان الآتي وانتم لبنان الراحل
على ما يبدو انكم لا تريدون تتذكروا ان لبنان أكبر من كل الطوائف وأرقى من كل الصفقات....

على ما يبدو انكم ما زلتم كما أنتم "لا توبة ولا بلوط..."، ما زلتم تدعون الوطنية والحفاظ على كرامات الانسان
وعلى ما يبدو ان نحن ما زلنا كما نحن نحب لبنان فوق كل المبادئ والاعتبارات،
نحبه وطناً لكل أبنائه،
نتمرّد حيناً ونلين أحياناً ... وكل ذلك لأننا عن حق نحب لبنان كلّ لبنان... هذا أقلّه على ما يبدو...


الى كل لبناني حرّ ... الحقيقة نحنا ونحنا لبنان
http://www.tayyar.org/tayyar/articles.php?article_id=3892&type=opinions
رولا أحوش
27 أيار 2005

ليست هناك تعليقات: