23.4.05

كتاب مفتوح الى القوات اللبنانية

أيها السادة الكرام،
أيها الرفاق في النضال والشهادة
أيها الأخوة في القوات اللبنانية،

بكل محبة وانفتاح أتوجه اليكم بكتابي هذا لأطلب بعض الاستفسارات والأجوبة على الكثير من الأسئلة التي أوقعت اللبنانيين في حيرة على مدار سنوات وخاصة فترة ما بعد اغتيال الرئيس الكبير البطل الشهيد "بشير الجميل".

أيها السادة الأعزاء،

نحن شعب واحد للبنان واحد، مسيحيون لصليب واحد هذا صحيح ولكن علينا التذكر أننا كلنا بشر من إله واحد ولإله واحد أيضاً. هذا هو الأهم وهذا هو سر بقائنا وصمودنا وما يجب أن تثبته حضارتنا كشعب لبناني وثقافتنا كشعب متمدن علماني.

قرأت في صفحتكم على الانترنت (www.lebaneseforces.com) الكثير والمهم، قرأته بكثير من الاهتمام والفخر ولكن اسمحوا لي أن أقول اني قرأت أيضاً ما لا أشاطركم به الرأي ولكن هذا لا يعني عداءً انما العكس تماماً فنقاط الاختلاف هي التي تعذي المجتمع بالآراء والأفكار المتعددة والجميلة شرط الالتقاء عند نقطة مهمة والانطلاق منها دون أن يؤدي اختلافنا الى خلافنا.

اسمحوا لي أن أبدي رأي فقط بجملة واحدة وردت في صفحتكم عندما ذكرتم رأي العماد عون بصليب القوات اللبنانية فطرحتم السؤال التالي:
How Aoun hasn’t and will never change?
وتطلبون ابداء الرأي في هذا الموضوع وها أنا أشارككم آراءكم بكثير من الموضوعية والصدق معكم ومع الذات.

انتم أي القوات اللبنانية تعرفون حق المعرفة ان "الجنرال ميشال عون" هو رجل لا يعرف التعصب ولا المجاملة فهو منفتح ومتقبل لجميع الأديان والمعتقدات "يعرف الفرق ولا يفرّق..." ولكن يبقى خطأه في بلد كلبنان أنه لا يرضى بالخطأ ويشير اليه باصبعه على الملأ حتى ولو كان هو من ارتكبه وهذا ما أزعج وما زال يزعج البعض لأنه لا ينمق ويزين الكلمات ولا يساير أبناء طائفته كما اعتدنا أن يفعل الآخرون منذ زمن بعيد.

نحن اللبنانيون، شركاءكم في الانسانية والوطن، نجلّ ونحترم نشاطكم ونحب نضالكم فمنه تعلمنا حب لبنان والموت من أجله ولكن ما يحرق قلبنا هو يوم أردتم اعتبار لبنان وطناً من لون واحد، لون القوات اللبنانية دون تقبّل وجود باقي الأفرقاء ووجود باقي الأديان والأحزاب. أن لبنان للكل وانتم اليوم تدركون وتعيشون ذلك، ولبنان يعرف أنكم تحبونه، على طريقتكم ربما، ولكن تحبونه بالتأكيد وشعاركم هو الصليب فليكن هذا لا يزعج أحداً ولكن كما أنتم تنتقدون الآخرين بصراحة ووضوح عليكم أيضاً تقبل صراحة ووضوح الآخرين في نقدهم لكم ولغيركم (هذه قاعدة عامة على كل اللبنانيين الاتزام بها طبعاً) ولكن أن تطلبوا من العماد عون التغيّر فهل على الحق أن يتغير؟ لا يجوز تغيير المبادئ لارضاء الأطراف؟ فهل أنتم مستعدون لفعل ذلك؟

في كل دول العالم الأحزاب تبني الأوطان الا في لبنان تبني جيشاً ليحارب باسم الدين فتزرع الطائفية في نفوس أبنائنا والتعصب الأعمى مما يؤدي الى خلافات لا تنتهي لأنها لا تلتقي، ولا يجب أن تلتقي ولا تريد أن تلتقي....
في كل دول العالم الركن الأساسي للوطن هو جيشه الا في لبنان كل طرف يعتبر نفسه جيشاً ويرفض وجود قوة أخرى غيره على الأرض، لست أتكلم فقط عن القوات اللبنانية ولكن عن كل من حمل سلاحاً على أرض بلادي وليس ليواجه عدواً غريباً ولكن ليواجه لبنانياً كل ذنبه أنه يختلف عنه في الدين والانتماء والمعتقد.

السؤال الذي أود طرحه هو كيف برأيكم على العماد عون أن يتغير؟ أن يعتذر من القوات اللبنانية لأنه أراد يوماً توحيد البندقية؟ تذكروا أنه ما زال يسعى اليها مع حزب الله وبرأيكم هذا مطلب حق فأنتم تعارضون سلاح حزب الله منذ زمن وليس الآن فقط فلماذا؟ أوليسوا لبنانيون يدافعون عن أرض لبنان ضد اسرائيل؟ قد يكون لهم مفهومهم الخاص أيضاً عن حبهم للبنان ولكنهم يقاومون ويستشهدون أيضاً من أجل القضية ومن أجل لبنان الحرية!

الحق أن لبنان لجميع أبنائه وهو بلد التعددية والحريات فصمودنا واحد وقلبنا واحد وعلمنا واحد، وهنا يأتي السؤال الآخر: هل كل من كان في ساحة الشهداء ليس حزبياً ولا ينتمي الى حزب أو معتقد؟ هذا غير صحيح لأن أغلبية شبابنا ينتمون الى أحزاب وأطراف عدة ومتعددة ولكن أحداً لم يحمل غير علم لبنان أولا تذكرون؟ وحدة لبنان كانت بالنسبة للبنانيين جميعاً أهم من كل الانتماءات، والوقوف تحت سقف وطن واحد اسمه لبنان يبقى الأمل الأول والأخير.
اسألوا أنفسكم وبكل صدق من حمل علماً غير العلم اللبناني؟ ..... وهذا سبب لومنا كلبنانيين أردنا الوحدة بعد انقسام سنين ولكن يبدو أن بعضكم ليس مستعداً بعد لذلك، فلومنا على قدر محبتنا لكم لأنكم بالطبع اخوة لنا ولكننا نريدكم أن تقبلوا بنا أيضاً اخوة لكم بعيداً عن كل الشعارات وانتماءات التشدد والتعصب.

اذا أردتم أن يحبكم لبنان كما تستحقون يجب أن تحبوه كما هو بكل اختلافاته وتناقضاته وابدأوا بتغيير أنفسكم، عندها تجدون ان العالم كله يتغير تلقائياً من حولكم بارادتكم الصلبة وايديكم المفتوحة لملاقاة لبنان في عيد لبنان، عيد قيامة الوطن بعد ثلاثين عاماً من الذل والقهر والاستعباد والتفوا تحت شعار "السيادة والحرية والاستقلال" فتلتقون وشعار الراية الخضراء: "شرف، تضحية، ووفاء..."

ملاحظة:
أنا طبعاً ضد القرار الذي صدر بحق الدكتور سمير جعجع وأدى الى اعتقاله وسجنه كل تلك السنوات بقانون طبّق استنسابياً كان فقط ليضعف المسيحيين بابعاد كل زعمائهم ولكنه بالتأكيد لم يكن قراراً لبنانياً حتى ولو سمح لبعض الأفرقاء بالاستقواء علينا ولكن ذلك كان بإرادة خارجية، لذا نطلب من الله في زمن القيامة المجيدة أن يعيد "الحكيم" الى عائلته ومحبيه سالماً معافى كما ويعيد "الجنرال" أيضاً الى لبنان الذي أحبه دائماً بشراسة كي تعود المعادلة صحيحة في هذا الوطن فيستعيد لبنان عامة والمسيحيون خاصة عافيتهم بتضامنهم واتحادهم قلباً واحداً وفكراً واحداً فيلتقي لبنان كله معاً على السلام والقيامة والخلاص.

وفي النهاية تحية صادقة لكل لبناني فقد عزيزاً له. ان لبنان فخور بشهدائه ودمائهم الحمراء وشامخ الرأس بأبنائه الأحرار كشموخ جباله البيضاء، وأبطاله خالدون كخلود أرزته الخضراء دوماً وأبداً. والتحية الأصدق للسيدة صولانج الجميل الأم النبيلة التي عرفت كيف تبني رجالاً في بيتها بالرغم من غياب رجل البيت وللسيدة ستريدا جعجع التي عرفت كيف تحمل راية الوفاء لحبها ووطنها، كلتاهما استحقتا
شرف حمل اسم سيدتا النضال من أجل لبنان والبقاء.

عشتم وعاش لبنان سيداً حراً مستقلاً

هناك تعليق واحد:

Roula Ahwach يقول...

Thk you lebram but i prefer your comments will be for me directly to my email:
roulahwach@hotmail.com

B/c if you remember on your website you blocked me so i don't want anything related to you on mine

Sorry for that, but i prefer to talk privately by emails it will be better to don't give place to others as before to give their bad opinions

Thk you for your understanding