18.2.09

مسحاء دجالون....

بالأمس شاهدنا عبر شاشات التلفزة شخصية سياسية تنعت زميلها في السياسة ب"الغبي"، قد يكون من باب الصدفة وهذا ما نبغيه ان الشخصيتين اورثوذكسيتين، فعلام يتصارعان.... الاولى متنية والاخرى ليست كذلك حتى الآن... الاولى سياسية محنكة بامتياز وتتميز بضرب الحافر والمسمار في آن، أما الاخرى عسكرية صلبة بامتياز وتتميز بأنها الاقرب الى العماد عون شخصاً وموقعاً، ولكن هل يعقل ان يكون الموضوع أقرب الى المثل القائل: "بنلطش الجارة تتسمع الكنّة؟"

وهنا يطرح السؤال لماذا تحالف المر – الجميّل؟

اللبنانيون ما زالوا يذكرون الانتحابات النيابية في عام 2005 والانتخابات الفرعية في المتن عام ،2007 وأبرز ما ميّز تلك الانتخابات أمران أساسيان:

1- التمثيل المسيحي الكبير الذي تميّز به الجنرال عون
2- عظة البطريرك صفير حين قال انه أصبح لكلّ طائفة زعيمها والمسيحيّون اختاروا زعيمهم...

ومنذ ذلك الحين والفريق الخاسر لا يستطيع تحمّل النكسة، فهو مذاك يحاول جاهداً تغيير الواقع.
بالنسبة لبكركي تمكّن الخاسرون مسيحياً من زعزعة العلاقة بين البطريرك صفير والعماد عون فأصبحت بكركي طرفاً سياسياً وقد يكون انتخابياً أيضاً بدل من ان تكون صرحاً جامعاً للمؤمنين كما كانت الرسالة دائماً: كونوا واحداً كما انا والآب واحد.... وها هو التاريخ يعيد نفسه بين العام 1990 واليوم.

أما بالنسبة للتمثيل المسيحي هذا ما لم يفلح به فريق 14 شباط بعد، وقد ادرك فشله في الانتخابات المتنية الأخيرة حين تمكن د. كميل خوري من الفوز على الرئيس امين الجميل بالرغم من كل الظروف التي كانت تحيط بآل الجميل حينها وبكل الحجج التي حاول هؤلاء الشباطيون من استخدامها لالغاء بعض الصناديق الأرمنية ولكن عبثاً حاولوا، فكانت النتائج واضحة كوضوح الشمس والمسيحيون ثابتون في مواقفهم لا يتزعزعون....

ومنذ تلك الانتخابات التي شكلت صدمة لآل الجميل في عقر دارهم وكل فريق 14 آذار الذي يحمل الهوية المسيحية يضع نصب عينيه زعزعة الجنرال مسيحياً... فبدأوا بتركيب الأفلام التي تشوه صورة الكنيسة ليجعلوا بعض الأشخاص يظنون ان العماد عون تابع وملحق بالشيعة وخاصة حزب الله، كما وانهم يحاولون اختراع الروايات حول حزب الله وسيده وتشويه صورتهم لعل بعض المسيحيون يستنكرون وثيقة التفاهم وينشقون عن العماد عون فحكماً يصبون في الجهة الاخرى التي تحاول دائماً ابراز خوفها وحبها لبكركي ورضى بكركي عنها في آن.

وها نحن اليوم على ابواب انتخابات جديدة، قد لا يكون الشباطيون هؤلاء المجنسين مسيحياً هم السبب في فسخ التحالف بين عون والمر ولكنهم حكماً سيقدمون كل التنازلات للمر كي لا يكون فريقاً ثالثاً لا بل في صفهم فيكسبون بعض الأصوات المسيحية التي ما زالت تستفيد من المر في لقمة عيشها وخبزها اليومي...

هؤلاء الذين يدعون المسيحية يحاولون جاهدين كسر قوة عون المسيحية حتى ولو بتدني النسبة التمثيلية 10% ، عندها يجدون حجة لاستخدامها امام انفسهم قبل الآخرين بأن قرارات عون لم تكن سليمة وهذا ما ادى الى هذا التدني وان خط 14 آذار هو الصحيح... فهم يحتاجون لأي دليل ملموس لاقناع انفسهم بأنهم "صح"، لأن الحسّ لديهم شبه معدوم.... ولا يهمهم ابداً ان نجح عون في بعبدا او الجنوب او... لان لا حول ولا قوة لهم حيال الأصوات الشيعية ولكنهم طبعاً سيخضعون الأمر الواقع لهم والحجة واضحة الاصوات غير المسيحية هي التي ادت للفوز ويُنسون ناخبيهم ان عملية حسابية صغيرة يمكنها ان تظهر نسبة المسيحيين الذين انتخبوا عون في تلك الدوائر...

أما المضحك المبكي هو موقف المسيحيين القواتيين، هؤلاء الشباب الذين وقفوا يوم الانتخابات 2005 وبطريقة استفزازية يدغدغون مشاعر الناخبين ويوزعون المناشير مستحضرين فيها صوراً من 7 و 9 آب ومنتقدين تحالف عون - المر يومها متجاهلين تحالف جعجع – جنبلاط، فهل سيسجلون موقفاً اليوم؟

ففي النهاية لا يصح الا الصحيح، الغربلة تسقط السيء، وها هي صورة الانتخابات في 2009 أصبحت واضحة فالمر حاول تغيير طعمه ولم ينجح، الطريق كان صعب عليه فهو يفضل الطريق الأقصر والأسهل، فيلبس ثوب المسيحية ويدافع بشدة عن البطريرك الماروني بالرغم من ان المسيحية الحقيقية هي في اختيار الطريق الأطول والأصعب...وليس خطأً ان يكون في مكانه المناسب جنباً الى جنب مع غبريال المر وال MTV ونسيب لحود، وامين الجميل و..... في مواجهة مع ماضيه، لأان آخر الدوا الكي، فعله يداوى بالتي كان هي الداء....


رولا أحوش البستاني

18.02.09

ليست هناك تعليقات: