19.1.07

قولنا والعمل!!!

لم تعد الخلافات السياسية منحصرة بين السياسيين أو في الجامعات بين الطلاب انما امتدت مخالبها لتشمل شريحة كبيرة من اللبنانيين اذ انها اخترقت المؤسسات وأصابت الموظفين بكل شرورها وسمومها.

يبدو هذا الموضوع غائباً كلياً عن الأذهان ولكنه حاضر دائماً في جميع الشركات، اذ انه يتم اليوم انتقاء الموظف وفقاً لسياسته وغالباً ما يطرد موظف عندما يكتشف مديره بانه لا ينتمي الى فئته السياسية نفسها.

ما لا يمكن تصوره هو أن تصل الوقاحة بمديرة شابة في احدى المؤسسات المعروفة والمرموقة ظاهريا،ً وهي تنتمي الى فصيلة سياسية موالية للحكم الحالي وتعتبر نفسها دائماً على حق، بأن تشتم وتهزأ وتسخر من الموظف، وهو عليه أن يلوذ بالصمت ويقبّل يدها ولو "داعياً لها بالكسر" ولكن المهم الصمت أولاً...وآخراً.

ان الشتيمة والإهانة هما الملاذ الوحيد لبعض الأشخاص للشعور بأنهم أقوياء وهو الأسلوب الأكثر حضارة ورقياً الذي يعرفانه والأكثر أخلاقياً للتعبير عن عدم تأييدهم لفريق سياسي معين أو لشخص محدد.

وكون تلك الشابة وصلت الى ما وصلت اليه بكثير من الكد والتعب والجهد الذي بذلته لازالة كل من اعترض طريقها حتى زوجة صاحب المؤسسة، فليس بغريب أن تكون بهذا المستوى في التعاطي مع الآخرين، اذ ان تصرفها الغير لائق لا يعكس الا ما في داخلها من دناءة وجشع.

لقد حاولت تلك المديرة مراراً وتكراراً معرفة انتماء احدى الموظفات لديها "بلطشة على الماشي" عند كل فرصة سانحة، وكانت الموظفة تحاول في كلّ مرة أن "تزمط من اللطشات" و"تدير الدينة الطرشى" واعتماد أسلوب التطنيش للحفاظ على وظيفتها ولكن الأمور وصلت الى حد الاهانة والاساءة الشخصية والغير المبطنة، فانتقلت المديرة من لعب دور"الملطش المقنّع والمتخفي" الى دور "الهداف المباشر والمكشوف"، انطلاقاً من هنا "فلا تطنيش بعد اليوم"، فكرامة تلك الموظفة لم تكن لتصمت مهما حاول اللسان ذلك، فاذ بها تلسعها بكلمات أشبه بضربات قاضية عوّضت عبرها عن كل تلك الضغوطات والاساءات، ما أدى الى فصلها من عملها قبل الموعد المحدد كون تلك الشركة تعاني من مصاعب مادية جمة ما دفع بها الى اتخاذ قرار ترحيل بعض الموظفين في أواخر شهر كانون الثاني 2007 للتخفيف من الأعباء وكانت الموظفة ممن ذكر اسمهم على لائحة المفصولين!

وبصفتي موظفة مقصيّة من عملها سياسياً واقتصادياً للمرة الثالثة، أضع بين أيديكم قضية يعاني منها الكثيرون، آملة أخذها بعين الاعتبار كي لا تصيب البطالة 70% من الشعب اللبناني كونه يشكل الشريحة الكبرى المعارضة في لبنان...

ان وزارة العمل عاطلة عن العمل، وهذا ما شهدناه خلال حرب اسرائيل الأخيرة على لبنان ، اذ انها لم تحرك ساكناً عندما كان يصرف العمال من وظائفهم ويتم اختيار الذين يجب ابقاءهم في العمل حسب المحسوبيات، وكنت أول من شرب هذه الكأس كما كثيرين غيري ولم نجد باباً لوزارة أو نقابة كي نطرقه ونطالب بمحاسبة أرباب العمل على أخطائهم السياسية والاقتصادية.

وبما أن "صاحب الحق سلطان" ونحن، كموظفين في القطاع العمالي وكمعارضين في قطاع الوطن، أصحاب حق وأسياد خلق، فقد يربح "الأزعر" معركة ولكنه أبداً لن يربح الحرب الشعواء التي يشنها بظلمه ومكره على الطرف الآخر، ولن يستطيع ازالة الشرفاء بالشتيمة التي يستعملها كعضلات تمتد من لسانه الى عقله لتشعره بعظمته الزائلة ومجده الباطل، فلذلك الشتيم المدعي نقول:

"الشتيمة والاساءة تزولان أما الكلمة الحرة فأبداً لن تزول"!!!
في صفحة التيار
رولا أحوش

19.01.07

هناك تعليق واحد:

Lebanos يقول...

مرحبا رولا،

ما حدا بيقدر يحس بوجعك الا انت، لانو شابة مثقفة وطموحة متلك ما بتقدر الا ما تاخد موقف متل يا اخدتيه.

الحياة صعبي وهالشي منعرفو خاصة بلبنان المتعذب كل يوم. يللي عم يتعذب من شبابو المتعذبين كل يوم بادارة هالبلد الفاسدين وافراد العصابة يللي متل اسماك القرش يللي عم تنهش ضحيتها.

ولكن لا مفر يا رولا، انو كمان نقاوم ونقاوم، كل واحد على طريقتو. وطريقتك الاصعب لانو ما عم تقبلي حدا يدق بكرامتك، وما لازم تقبلي.

بس يوما ما، وقت يللي كانت الدني كلها واقعا بالخطيي، دخل المعلم مع تلاميذو وطرد افراد العصابات من الهيكل. ولا مفر يا رولا الا ما نخلص من هالمافيا.