5.5.06

الجنرال ... والرقم الصعب

"أين ترى موقع الجنرال اليوم؟"

ويسود صمت طويل وحيرة في الجواب وتفكير بكيفية إعطاء جواب "لا محبّة ولا مسبّة" مع "شويّة تبييض وجه ومبهّر بنتفة تلطيش وتنكوز" ويأتي الجواب كالتالي:
"والله الجنرال محيّرني، انا بعرفو قبل شي، وهلق محيّرني. التحالفات بالجامعات والمؤسسات اللّي فيها انتخابات عم بتكون مع جماعة فرنجية وحزب الله والقومي وغيرن (الطاشناق، جماعة ارسلان و....)"

مما انت محتار يا حكيم؟

ان تحالف التيار مع باقي القوى هو نتيجة المشاكل السياسية والخداع الذي شهدناه منذ انتخابات 2005 النيابية وإليكم يا حكيم بعض الحكمة في معلوماتكم:

إن تيّار المردة وحزب الطاشناق كانا حلفاء التيار الوطني الحر في الانتخابات النيابية والعماد عون ما زال يحافظ على تحالفاته لأنها مبنية على برنامج واضح وثابت وبخلاف كبير يومها مع حزب الله الذي تشابك الأيدي مع الفريق الآخر مؤكّداً على 10452كم2 ومتفاخراً بالحلفاء الذين أرادوا آنذاك رسم قناع مزيّف للوحدة الوطنية، ولكن عندما تسقط الأقنعة وتكشف الحقائق تتغير المقاييس. ومن الطبيعي وبعد التفاهم الذي تمّ بين التيار الوطني الحر وحزب الله والذي تعود أسبابه أساساً للخطأ الفادح الّذي ارتكبه الفريق الآخر بحق حزب الله ، وإنّ استغلاله لأهداف انتخابية في مناطق قد يكون فيها حزب الله "بيضة القبان" هذا ما جعله حكماً موجوداً في الجهة المقابلة اي جهة العماد عون

فأين الغرابة يا حكيم؟ أما زلت لا تعرف مَن 8 آذار ومَن 14 منه؟
ان ردّة فعل الشارع في 14 آذار على 8 آذار كانت بأكثرية شعبية كردّة فعل على حزب الله بالتحديد الذي شكل ركناً أساسياً في 8 آذار وبعده وبأقل من شهر نسيَ الزّعماء وأتباعهم ردّة الفعل تلك وتمّ التحالف الرّباعي كما تمّ تحالف ثنائيّ بعثيّ حريريّ يومها في صيدا وهذا كان أصدق الحلال حينها
وعاد الجنرال في أيار ليجد نفسه مقابل تكتّل لكل القوى السياسيّة الأخرى مجتمعة معاُ من 8 و 14 آذار، فهل كان المطلوب إبقاؤه منفرداً لإقصائه من المعادلة الوطنية او إدخاله مرغماً في لعبة بلع البلد بعد بيعه لسنوات؟ كما وإن المساومات التي طبخت يومها بتمرير قانون ال 2000 لأجل عيون البعض في قرنة شهوان (14 آذار) مقابل إعادة انتخاب الرئيس بري (8 آذار) كانت واضحة كوضوح الشمس في وضح النهار.

علامَ تبنون حيرتكم من الجنرال يا حكيم؟ هل يجب ان تنصبغ كلّ القوى باللون الحريري؟ هل كل ما لا يشبهكم يحيركم؟ الستم تتغنون بالديمقراطية أم أنّ هذه الديمقراطية لا تصبّ الاّ في خانة واحدة؟ هل المطلوب التكتّل في وجه حزب الله الآن ليكون المرء وطنياً؟ اوَ ليس لبنان لكلّ اللبنانيين بالرغم من اختلاف انتماءاتهم وطوائفهم؟ اوليست هذه هي شعاراتكم فهل تطبيقها محلّل لجهة ومحرّم لأخرى؟
تحتارون دون مبرّر ونحن لدينا الف والف مبرّر لنحتار ولكننا لن نفعل لأننا اعتدنا على أسلوب "ضربني وبكى، سبقني واشتكى". ولكن يا حكيم كان عليكم وجود جواب أفضل للتملّص والتخلّص من السؤال لأن ابتداع جواب "الحيرة" لم يكن مقنعاً كفايةً فأتى وكأنه خوفاً من عدم الجواب فيسجّل الأمر كفشل حواري فيفضح الصمت قدرة العماد عون في التوازن والخلل القائم في التوازنات عند الآخرين،
يا حكيم ان حيرتكم "حيّرتنا"!

إنّ حلفاء التيار الوطني الحر ما زالوا أنفسهم وداعميه لم يتغيّروا بل أضيف اليهم شريك جديد لبناء الوطن وهذا الشريك سبق وكان على لائحة شراكتكم وهكذا يكون التحالف الرباعي من تغيّرت مقاييسه وتوازناته أما العماد عون ازدادت انجازاته ثباتاً بتأييد واسع من كل المناطق والطوائف والأكيد ان التيار الوطني الحر يبني علاقته مع حزب الله بموجب تفاهم كما سبق وبناها بموجب برنامج اصلاحي مع حلفائه الحاليين والمستقبليين... ولا تعجبن اذا تغيّرت المقاييس بشكل أكبر لاحقاً لأن سياسة الاستغلال والاستتباع لا تدوم وان دامت في القيادات ستكسرها حتماً ارادة القواعد
ان لحيرتك يا حكيم سؤال واحد يكشف كلّ النوايا:
هل المطلوب اليوم أيضاً عزل التيار الوطني الحر لتحجيمه وتقزيمه في الانتخابات الجامعية التي يخوضها بنجاح كبير كما كان المخطّط خلال الانتخابات النيابية التي خاضها بنجاح جدّ مثير؟

رولا أحوش
06.05.06

ليست هناك تعليقات: