15.11.05

Reply to Al Mustqbal Newspaper

http://www.almustaqbal.com/stories.aspx?CategoryID=3&IssueID=962

جانب جريدة المستقبل المحترمين

انه لمن الجميل تخصيص هذا العدد من الأسطر حيناً والصفحات أحياناً للعماد عون في جريدتكم فنحن لكم من الشاكرين وليس وحده العماد عون الذي يتحف الجمهور اللبناني انما أيضاً السيد نصير الأسعد أتحفنا بمقال أنسجه خياله بدقة أبرع الخياطين وبأرخص انواع الخيطان فلم ينقصه الا أن يلصق بالجنرال ومناصريه مباشرة تهمة العمالة لسوريا فأغدق علينا يوم 14 تشرين الثاني 2005 بمقال مثير للاشمئزاز تحت عنوان:

"يتلقّف مشكلة المازوت للنزول إلى الشارع بأفق رئاسة الجمهورية وينسّق مع دمشق وحلفائها لضرب الوضع الحكومي/ عون يهدف الى "الاستيلاء" على بعبدا.. من مدخل سوريا الساعية الى هزّ الاستقرار

أيها السيد نصير الأسعد المحترم،

هلا تكرمت وأخبرتنا من توسّع في قراءة خطاب الرئيس السوريّ بشار الأسد غير السيد بوش؟ ولم يتعمد العماد عون ذلك؟ هل سيخاف من سوريا "تقطع عنو المعاش"؟ لا يا سيد نصير هذا الأسلوب اتبعته سوريا مع أبنائها البارين وليس مع العماد عون لأنه ليس "ممن يأكلون في الصحن 30سنة ويبصقون فيه" فهو خصم قديم وما زال خصماً لا هو تغيّر بموقفه الواضح من الاحتلال وبعده ولا سوريا تحررت من حقدها وخصومتها للعماد عون -ومن ينسى حرب التحرير التي حاولت سوريا قبض ثمنها من دم وعذاب شبابنا بالنفي والسجن والتهجير- ولكن الآخرون هم المتلونون المتحولون، أصبحوا اليوم يشكرون أمريكا بعد أن اتهموا العماد عون بالخيانة وهوّلوا له بالملفات ورفعوا بحقه قضية تخريب العلاقات مع دولة شقيقة عندما رأوه يزور اميركا ويلقي كلمة في الكونغرس ويشارك في صياغة 1559 وها هم اليوم جميعاً يشكرون الدول الكبرى على صياغة هذا القانون فهل لك ان تجيبني مما سيخاف الجنرال؟

ان الخبر الذي نشرته النهار كان يشبه أخبارك الملفقة، خبر يعتمد على مصادر موثوقة ولكنه أشبه بقنابل موقوتة وأنا لن أتطرق الى موال المصادر الموثوقة تلك... كما وموضوع زيارة "الناشط في التيار" جبران باسيل: انه لمن الغريب ان تصل بك السذاجة الى الاعتقاد بأن الجنرال يحمل تفكيراً يشبه تفكيرك، الم يعد هناك ناشطون في التيار الا جبران باسيل؟ قد يرسل العماد عون شخصاً غير معروف ويحمله الرسالة التي يريد أو يجري اجتماعاً عبر الهاتف. بالله عليك لم سيرسل اشخاصاً بالسرّ فما الهدف من الزيارة ما دامت سوريا لم تعد تتدخل في صناعة القرار اللبناني بشهادة أصدقاء الأمس وأعداء اليوم ولنفترض ذلك فأين حنكتك من الذهاب الى الحدود وتصيّد السيد باسيل بصورة فوتوغرافية أقله، فيكون لديك دليلاً ملموساً تعتمد عليه في تحفتك المقالية هذه، أوليست هذه الرسالة الحقيقية للصحافي الحقيقي؟ وكذلك الحال بالنسبة لزيارة الرئيس لحود ما الداعي لأن تكون سرية؟ فلو كان لدى العماد عون "قبعة الخفي" فعيون الصحافيين أمثالك لا ينقصها شيء من المراقبة والبحلقة، فأين كان هذا الصحافي عندما اجتمع العماد عون لساعات في البياضة هل كان عالق في زحمة سير أو "اخدتو غفوة بعد الغدا"؟
أتعتقد بأن الجنرال عون بحاجة لتأييد سوري لزعزعة الحكومة هل سيصدر سوريين لمشاركته في مظاهرة ما؟ لقد كان العماد عون في فرنسا وبكلمة واحدة منه أو حتى اشارة استطاع دائماً أن يخيف السلطة آنذاك لقد كانوا ينكلون بالشباب أحياناً بسبب زمور ممنوع أو صورة أومنشور... الجبن لم يكن يوماً من شيم التيار ولكن الكل يعلم من أين يمرّ نهر الجبانة....
ان كلامكم على ان العماد عون انه ما زال يشكل حصناً للرئيس لحود هو خير دليل ان للعماد عون الكلمة الأقوى في القرارات المصيرية للبلاد والا لما لم يتحرك هؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم الأكثرية لاسقاط الرئيس؟ الكل يعلم انه لا احتراماً للعماد عون ولا للبطريرك صفير ولا لأي سبب مما يعزون به أنفسهم انما ادراكاً منهم ان هناك قوتين أساسيتين لا يمكن تغيير شيء دونهما وهما "حزب الله" والعماد عون

ان العماد عون لا يسقط الحكومة في الشارع انما يحرك الشارع (بالمفهوم المحترم للكلمة) للضغط على الحكومة وارغامها على تغيير ادائها المالي والاقتصادي كما واذكرك ان العماد عون لا ينتظر مشكلة الوقود لانتقاد الحكومة فهو لم يمنحها الثقة أساساً. صحيح ان هناك برلمان ولكن البعض يعتمد فيه على الأكثرية المقعدية فيربح القرار خاطئاً كان ام صائباً متناسياً انه نائب عن شعب فعلى الشعب تذكير البرلمان دائماً ان الرابح هو من يملك الأكثرية الشعبية ولو بمفعد واحد لأن المجلس هو نيابي عن الشعب وليس عن المقاعد.
اضافة الى ذلك ان شهادة العماد لحود للجنة التحقيق الدولية لا تعني ضرورة اتهامه انما الاستماع الى أقواله وعندما يوضع الرئيس في دائرة الاتهام حكماً يسقط والا هناك تعديل لقانون مدد له ثلاث سنوات بالرغم من اعتراض البعض يومها ولكن الكلّ وقّع عليه"متل الشاطر" وكان شر بلية فليتحملوا عواقبهاوها اني اراك تستشهد بكلام البطريرك صفير بكل ثقة دون دراسة زواياه الأربع انما وما يتوافق وتفكيرك، ان البطريرك صفير لا يناقض كلام العماد عون وسبق له ان صرح ان تركيبة لبنان الطائفية تفرض على المجتمع اللبناني اموراً لا يريدها ولكنها أمراً واقعا" وان رئيس الجمهورية لا يسقط الا بالدستور فان كان ممكن ذلك فليفعل اصحاب الاختصاص ولكن البطريرك صفير كان يدرك تماماً ان هذا غير ممكن حتى الآن فهل هو أيضاً ستكرسونه زعيماً مسيحياً وعميلاً لفلان وفليتان! ... رجاءً الحد من "هالفلتان"...
هل الياس سكاف الذي فازت لائحته في زحلة فوزاً كاسحاً هو هامشياً؟ هل سليمان فرنجيه و80% من أصوات زغرتا والكورة و... هامشيون؟ وهل طلال أرسلان ينتظر رأيك بآل ارسلان ليحدد نفسه ان كان حقيقياً أم زائفاً، فهو لم يكن يوماً وزيراً مدللاً ولا نائباً معززاً من السوريين كوليد بيك وأتباعه؟ وبغض النظر ان كان ميشال المر صديقاً ام عدواً ولكنه كان يثبت دائماً قوته في المتن على صعيد الانتخابات حتى ولو بقانون جائر لقد كان كغيره من أبطال الحقبة آنذاك فالحكومات التي انتمى اليها باركت أفعاله دائماً وكل ذلك للاستبقاء على وحدة المسار والمصير
ولكن ما يفرق هؤلاء الهامشيون يا سيد نصير هو اعترافهم بماضيهم وأخطائه وعدم التنكر ونسب القداسة لأنفسهم وبأنهم كانوا مرغمين على الخطأ، فالكل كان يهدر المال العام ويهمه الوصول الى السلطة بأي ثمن كان ولو على حساب كل فئات الشعب اللبناني بمن فيهم من هم اليوم في السلطة والذين سموا انفسهم معارضة عند استشهاد الرئيس الحريري. أكانوا ينتظرون جريمة كبرى كهذه تهز البلاد لتهتز ضمائرهم؟

الكل يعلم ان الجنرال عون قوي لبنانياً كما ويعلم الكل ان الدول الخارجية تعتمد على ميزان القوى الداخلية لبناء رأيها ولكنها ذكية كفاية كي لا تبخر العماد كل يوم فهي تدرك التفكير العربي الدرامي الخيالي فهل تعتقد انها ستكشف أوراقها امام الصغار أنت مخطئ يا سيد. لا يكفي ان تقول ان الانتخابات نزيهة كي تجري الأمور هكذا ولكن المعنى يكمن في قلب الشاعر فالمراقبون راقبوا ويعرفون تماماً ما افرزته النتائج بالرغم من قانون البطل غازي كنعان (عذراً وليد بك على سرقة تصاريحك)
بالنسبة لحزب الله العماد عون لم يقل يوماً انه متحالف معه فهو يسعى للحوار مع كل الأطراف فلم تحاول توسيع الشرخ بين حزب الله وحلفائهم الحقيقيين وزرع الفتنة بين الطرفين اذ اننا نرى ان علاقة العماد عون مع أطراف أخرى لها قاعدتها الشعبية كحزب الله هي اكثر من ممتازة بالرغم من انهم لم يكونوا حلفاءه في الانتخابات فهل يجب التعاون دائماً انتخابياً أم حسب ما تقتضي مصلحة البلاد؟ أين الخطأ في ان تلتقي وجهات النظر من أجل انقاذ لبنان من محنة ما؟ هل يجب عدم الالتقاء دائماً لأن التحالفات الانتخابية تقتضي ذلك؟ ان كنت لا تعلم ان الأوراق دائماً تختلط بعد فرز الأصوات وفي النهاية ترمى الى المجهول...
أين ترى الديكتاتورية في تصرف العماد عون ألأنه يحاول انشاء حزب بعيد عن متاهات الطائفية والأديان ام لأنه يحاول الانفتاح على جميع الأطراف وما مسؤوليته ان كان هؤلاء الأطراف يرفضون الدعوة للحوار؟

أخيراً وليس آخراً، انه لمن الغريب ان يعتبر العماد عون ينتقد "المستقبل وتياره"، ولكن من يقرأ جريدتكم ومقالاتكم اليومية ويشاهد تلفزيونكم يدرك تماماً من هم لاعبو الهجوم ومن هم في خط الدفاع؟...

واليكم جزيل الشكر لوسع الآفاق
رولا أحوش

ليست هناك تعليقات: