22.8.05

استقلال أم استغلال؟

إننا وللأسف نسمع كل يوم خطابات استقلالية استغلالية وكأن الاستقلال حقّ وحكر للبعض دون سواهم وكأنه ليس استقلال لبنان الواحد لكل شعبه وأبنائه.

إن الوقاحة أودت بفلسفة البعض الفارغة الى استهلاك الاعلام والمنابر كإعلان لمواقفهم حتى ولو كان الموقف خارج الموضوع، يرشقون الكلمات العشوائية في مكانها الغير المناسب دون خجل متناسين ان للسامعين والمشاهدين ذاكرة لا تموت.

ومن خلال ما نسمع أصبحنا نتساءل ان كانت المطالبة بإقالة الرئيس لحود هي حقاً من أجل المصلحة العامة أم هي لمصالح خاصة؟ هل هذه المطالبة هي حقاً لاسقاط رمز السلطة الأمنية أم خوفاً من تحول كاتم الأسرار الى فاضحها؟ فالمجرم يخفي كل الأدلة وكيف ان كان الشاهد على الجريمة هو الدليل ومالك الأدلة؟

يبدو جلياً إنّ أكثر ما يغيظهم هو ان الرئيس لحود لم يشتم الآخرين عشوائياً ولم يلقِ الاتهامات "طالع نازل" وبمعنى آخر لم يشاركهم "طبخة الشتيمة" فهو لم يعد كفوءًا في منصب رئاسة أحلامهم ولم يعد "التجرة الربحانة" التي تلبي حاجياتهم وكونهم يعرفون أننا بأغلبيتنا لم نوافق يوماًعلى رئاسة العماد اميل لحود أصبحوا الآن يستغلون نقطة ضعفنا لكسب ودّنا والوصول الى مآربهم المشؤومة، ولكننا لن نكون غطاءهم بعد ان كشفت سوريا غطاءها عنهم!

نحن لا ندافع عن الرئيس لحود على الإطلاق، لأن الكل يعلم ان مأساة لبنان العام 1990 افتتحها العماد لحود يوم سلمته السلطة السورية قيادة الجيش ونعرف تماماً كيف أطاح، بحماية سورية، الشرعية آنذاك التي لم تكن لتتوافق ومصالح السوريين. ولكن هذا لا يعني اننا ننسى شركاءه في صلب لبنان، الجميع اغتصبوا السلطة كل على طريقته اما بالبرلمان أو عبر الحكومة أو في الرئاسة أو ضمن دوائر الدولة عامة....

هذا الطاقم الذي عمل معاً طوال سنوات، لمن الغريب اليوم أن يتراشق التّهم! وأيّ تُهَم؟ تهمة رموز السلطة السابقة، السلطة الأمنية، السلطة السورية اللبنانية... ولكنهم نسوا انهم جميعاً "دافنينو سوا" وهذا ما يجعلنا واثقين ان هناك أمراً أبعد وأخطر بكثير من هذه الحجة الاستهلاكية عبر الاعلام، ما يجعلهم يطبّلون عند كل مناسبة بتطيير النظام الأمني. ولكن أين هو هذا النظام الأمني والبلد يعيش فلتاناً أمنياً؟ فكلّ ما عليهم هو التفكير بإعادة تنظيم الأمن و .... تقصير الألسنة!

ما كان قصد النائب اندراوس مثلاً حين اراد ازالة السيد سليمان فرنجية مصوّراً إياه رمزاً للسلطة الأمنية؟ ولكن إزالته من أين؟ فهو ليس في السلطة الآن، بل هو مواطن لبناني ككلّ أهالي زغرتا، وهل يزيله من زغرتا أو من نفوس محبيه؟ أي تهديد سخيف هذا يطرحه النائب اندراوس في مناسبة اعتبروها رمزاً للحريات فشوّهتها بعض الخطابات التي لا صلة لها بمضمون وموضوع المناسبة!

ولكن سؤال واحد يطرح على النائب اندراوس: أوليس من أوصلك وأمثالك الى البرلمان هم حلفاؤك الذين كنت تعتبرهم أعداء 14 آذار وهم من كانوا من مؤيدي سوريا والشاكرين لها والدّاعين الى مظاهرة 8 آذار وأيضاً هذا القانون العاطل الباطل الذي هو الرمز الأول والحقيقي للسلطة السورية والامنية في آن ؟ هكذا حصلتم على الأكثرية ولديكم من الوقاحة ما يكفي للتطاول على الآخرين وتنصيب أنفسكم وكلاء عنا لتحديد مصيرنا وطموحاتنا.

بربّكم أيها السادة! كفى استغلالاً للمناسبات والاحتفالات الشبابية لبث سمومكم في النفوس، فشبابنا يؤمن أن لبنان لكل أبنائه وأسلوبكم يصوّر لنا لبنانان: لبنان "البيك" و"القرنة" ورواسبهما ولبنان "اللحودي العوني" وهذا هو تماماً ما يسمّىً "تركيب الذكر ع الذكر!"

أيها الطامحون الطامعون،
إياكم وتشويه الحقائق ، إياكم وخلق روح الفتنة بين الطوائف وحتى بين أبناء الطائفة الواحدة

أيها اللبنانيون الشرفاء،
حذار والوقوع في شراكهم، حذار والرضوخ لأمثال هؤلاء
وتذكروا دائماً ان سوريا تركت خلفها خلفاء متخلفين صورة طبق الأصل، متشربين منها حتى الثمالة، فطبّقت فيهم القول المأثور:

"هذه آثارنا تدل علينا
فاسألوا بعدنا عن الآثار!"

Annahar 06.09.05
رولا أحوش
22/08/2005

ليست هناك تعليقات: